taswwg

مدونة متخصصة | في مجال التسويق الرقمي | وجميع مجالاته الأفلييت ماركتنج , الدروبشيبنج , التجارة الإلكترونية.

LightBlog

اخبار عاجلة

رمضانيات ( 4 ) : خذ من الحيوانِ درسًا ( إشراقاتٌ قرآنية )

 أ- زهير برك الهويمل
في الورد القرآني الرمضاني قبل أعوام شدتني ملامح القصص الحيوانية للتأمل، رابطة تجلياتها بدرس القراءة الذي يحمل عنوان ( استشراف المستقبل ) لطلاب الصف الثالث الثانوي , فتبادر إلى ذهني ربطٌ قصصي قرآني لمنهجِ حياةٍ حيوانيٍّ , امتدّت نظراتُ ذويه إلى المستقبل تأمّلا , فتنبُّؤًا بمستقبل اللحظة التي ستُعاش و الإسهام في رسم ملامحِها .

فهاهي نملةُ سليمان قد استشعرتْ الخطر المستقبلي القادم , ولم تقف عند هذا الحد بل أعطت الأمر بدخول المساكن خوفا من أن يحْطِمَنّ سليمانُ وجنوده أمّة النمل وهم لا يشعرون , فنجا بتنبُّئِها مصيرُ أمّةٍ من الهلاك إلى النجاة .

وكذلك غراب قابيل تلك الوسيلة التطبيقية في التعليم , حيث استشعر ــ وإن كان بوحي من الله فإنَّ الإنسان كذلك يمشي بقدر ــ الحالة التي سيؤول إليها مصيرُ جثةِ أخيه الغراب , فأسهمَ في صنع مستقبل ذلك المصير إلى الستر والحفظ , والكرامة , فحفر له ودفنه , فتعلّمنا منه الدرسَ نحنُ بني البشر , وما زلنا نلقِّنه أنفسَنا جيلا بعد جيل .

أما هدهد سليمان فقد بعُدت مسافاتُ طيرانِه , فابتعدت نظرتُه المستقبلية متجاوزةً الكون المعاش إلى ما بعده من الحياة الأخرى , حيث عزَّ عليه أن يرى مصيرَ أمةٍ بأكملها تفنى على الكفر , فشغله ذلك الهمُّ , وعمل على تغيير ذلك المسار المستقبلي من الكفر إلى الإيمان , فكان له ذلك , بعد أن كاد أن يكونَ بسببِه من المذبوحين .

نظرت تلك الكائنات الحيوانية نظرةً مستشرفةً إلى المستقبل , ولم تقف عند حد النظر , بل أسهمت في ليّ ملامح ذلك المستقبل من السلب إلى الإيجاب .
فمثل في ذهني سؤالٌ : هل رسم طالب المرحلة الثانوية وهو في الصف الأول الثانوي هدفا يُصيِّرُ به ما يفصله عنه من زمانٍ دربا حافلا بالجد موصلا إلى ذلك الهدف , فيختار في الصف الثاني , بناءً على ذلك , القسم المواكب لخدمة هدفه ( علمي / أدبي ) فلا تأخذه العزّةُ بالعلم مختارا العلمي رغم ميوله الأدبية , والعكس صحيح , فإن كانت الأولى ستكون سنوات دراسته سبيلا ثرية و ماتعةً على ما فيها من صعاب تُستذلُّ تحت قطار عزيمته الممتد من جهة الهدف البعيد لتجرَّ قواه باتجاه عكسي يبلّغها تحقيقَه وتكون سنواتٍ سمانًا حبلى بالأمنيات والأحلام التي طالما حلم بتحقيقها .

فيا ليت شعري لو أنّ كلاً منّا رسم لنفسِهِ هدفا ساميا يتناسل أهدافا متعددة متوافقةً و متطلباتِ حياته , تكون أهدافا في غاياتها ووسائل قائدة إلى الهدف السامي , الذي بدوره يكون هدفا في ذاته ووسيلةً إلى الحياة الأسمى المتمثلة في السعادة في الدارين , ولو أنّ المجتمع بشتى شرائحِهِ يُسهم في غرس هذا النهج في الأجيال رضاعةً مع التربية الأولى منذ الصغر , لما احتاج منّا أجيالُنا إلى ثوراتٍ يستنيرُ بها مستقبلُهم , ولصنعَ كلُّ جيلٍ مستقبلَه القريب والبعيد بيدٍ من ثقةٍ , بيدٍ من عزيمةٍ , بيدٍ من يقينٍ , في تقرير المصير , حينها لن تملَّ الأيامُ مداولتَها على هيئاتنا الثابتة , غير المتجددة بتجدّد الأيّام والأعوام , فكلُّ عام و أنتم متجدّدون نحو العطاء.

شبكة.الغرف.برس.الاعلامية.tt