taswwg

مدونة متخصصة | في مجال التسويق الرقمي | وجميع مجالاته الأفلييت ماركتنج , الدروبشيبنج , التجارة الإلكترونية.

LightBlog

اخبار عاجلة

موسم حصاد القمح في منطقة "الغرف" قصة أجداد وتاريخ احفاد محمّلة بالذكريات



شبكة الغرف برس الاعلامية / خاص : 


على مساحات شاسعة من قريتنا (الغرف) تنتشر السنابل المحملة بلونها الذهبي الدافئ وكأنها لآلئ ذهبية بعد أن كانت بساطاً أخضر يغطي الأراضي الزراعية تشكّل لوحة فنية ومشهد رائع يحمل عبق الطبيعة وعناق المنجل مع سنابل القمح الصفراء تداعبها فيه خيوط الشمس وتحتويها تلك التربة، وذلك العرق المتصبب من رؤوس الفلاحين الذي تمسحه تلك الأيدي التي تشققت بفعل كثرة العمل، والسنابل التي تناثرت على الرأس والوجه، هذا هو موسم الحصاد موسم الخير، والذي بدأ منذ عدة أيام.


اثناء زيارة فريق الشبكة للوالد عوض عبيد حميد

وللتعرف على هذا الموسم الذي يحمل بطياته كل الخير والبركة، والذي ينتظره الفلاحون بفارغ الصبر، تحدث لموقع "شبكة الغرف برس الاعلامية " الوالد " عوض عبيد مبارك حميد " _حفظه الله_ من اقدم اللذين قاموا بمهنة الزراعة في منطقة الغرف قائلاً: «بدايةً يتم تجهيز الأرض لزراعة المحاصيل الشتوية من القمح ، وتتم عملية الحراثة قديماً بواسطة الثيران وبعض الادوات الزراعية مثل المفيَش وغيرها , ثم بعد ذلك تتم عملية زراعة المحصول والعناية به وحمايته من الطيور وذلك بما يسمى ( الشراحة) بواسطة (النَظَف) وغيرها ، وكذا حمايتها من الأفات الزراعية التي تصيب المحاصيل، مثل حشرة (الحلّه) التي تقتل محصول القمح خاصة ، واذكر اننا في احدى السنوات قديما عندما كانت لا توجد اسمدة زراعية اكلت هذه الحشرة محصولنا كاملاَ من القمح ، ولم يتبقى منه شيء ، وفي الوقت الحالي ولله الحمد مع تطور الزراعة اصبحت المحاصيل اقل عرضة للعدوى مع ظهور الاسمدة المختلفة.

ويظيف قائلاً : ( في بداية الشهر الخامس تبدأ عمليات حصاد القمح ، والحصاد او (الصٍراب) يتم بعدة طرق منها الطريقة اليدوية باستخدام المنجل قديماً ( الشريم كما يسميه البعض ) ، وكان ( قديماً ) يصاحب عملية الحصاد اهازيج يرددها النساء العاملات في مجال الحصاد اما الان فقد تبدلت هذه الاهازيج بأصوات الحصادات المزعجة ، وعملية الحصاد اليدوي بواسطة المنجل ما زالت مستخدمة ولكنها اقتصرت على الحيازات القليلة للأراضي، وكذلك تستخدم في الأراضي الوعرة التي لا تدخل إليها الحصادة الآلية.

ويظيف قائلاً : 

«يجمع القمح المحصود في البيادر (اللصاري)، في أكوام كبيرة، بعدها يدام "يداس" ففي القديم كان يستخدم "الجذوع" الذي تجرها الجمال والابقار ، فتقوم بفصل الحبوب عن السنابل، ومن ثم يذرى وينقى من القش بواسطة الغرابيل اليدوية، وكذلك باستغلال التيارات الهوائية التي تساعد على إبعاد التبن عن القمح والذي يسقط مباشرةً لثقل وزنه، بعدها يعبأ القمح بأكياس.

وأما الطريقة المستخدمة للمساحات الواسعة فهي استخدام الحصادة الحديثة (الصرّابة)، وهي آلة متكاملة تقوم بعمليات الحصاد والدراس والغربلة والتعبئة للقمح والتبن كل على حدة وبشكل آلي وهي لا تحتاج إلى أيدٍ عاملة كبيرة كما هو الحال في الحصاد اليدوي».

ورغم العناء الذي يتخلل عملية الحصاد، إلا أن الاجداد كما يؤكد لنا الوالد (عوض عبيد حميد) أن "تلك الأيام كانت من أجمل الأيام التي مرت بهم خلال حياتهم المفعمة بالذكريات العتيقة رغم صعوبة العمل خلال النهار الطويل من بزوغ الفجر ولغاية غروب الشمس"التي تذكرهم بأن عليهم العودة الى البيت لقليل من الراحة استعداداً ليوم آخر من "التعب المريح ذهنياً".

فسلمت تلك الأيادي السمراء الخشنة لكنها أكثر نعومة من أيامنا والتي باتت تعرفها السنابل الباحثة عنها فهذه الأيادي هي أكثر حناناً ورقةً عليها من الآلات الحادة وعجلات الحصادة الآلية، وتعرفها المناجل وحتى الشمس الشاهدة على حبات العرق التي كانت تروي الأرض قبل حبات المطر.