13/12/2012
نقلا عن /صحيفة الغرف
يطلق الحضارم على كثير من النماذج العمرانية مسميات ومصطلحات ربما أن
بعضها أسم على مسمى مثل ( كلمة الحصن ) ويعنون به المكان الممتنع على
الأعداء ولهذا ستجد في حضرموت أسماء لحصون كثيرة بعضها أصبح قرى مثل ( حصن
فلوقه) ( وحصن العز ) ( وحصن بن ضوبان ) و غيرها وبعضها بقيت تبتعد عن
العمران خارج المدن والقرى أو تعتلي قارة جبل مثل ( حصن مطهر ) ( وحصن
الفلس ) بسيئون وهناك حصون أخرى بنيت على مشارف القرى والمدن مثل( حصن آل
زيدان ) في الغرف ( حصن آل خيرالله ) في الغرف ولاتزال بعيده لكن البنيان
أخذ يقترب منها وأتذكر ماقاله المرحوم عيظة بن محفوظ خير الله عندما كان
حصنة بعيداً عن الغرف وفي الأعياد يقطع المعايدون مسافة أشفق عليهم فقال
هذا البيت معتذراً لهولاء :
سامحوني ياخواني يوم داري بالطرف
عاد ربي بايعوضنا ونبي بالغرف
وفعلاً بنى في الغرف وهناك بناء صغير جداً يبني في أسرع وقت خلسة حيث يتم
البناء ليلاً فينقلون المدر و الطين الى قمم الجبال ويفاجىء العدو بأطلاق
الرصاص منها وتسمى ( محيله )والحقيقة أن الحصن والقلاع والأكوات كلها أماكن
يسكنها المحاربون وتكون عرضة للهجوم ، وتحفر في الحصون والقلاع آبار
وتتوفر في بنيانها( نُو’ ب ْ مستدير ) وبها ( مشاويف )على شكل مثلث ولاتزال
بعض القلاع قائمة و الأكوات وبعضها تهدم مثل كوت صغير يقع شمالي الغرف على
حافة نخر محولة يسمى ( كوت القفل ) غربي البئر التي يزرعها آل ربيع، وهناك
قلعة لاتزال قائمة جنوب مطار الغرف الى اليوم شمال باصليب.
أما
المطار نفسة لايزال البناء قائما داخل الحرم الجامعي ولاباس أن نقص بعض
الشواهد التي كنا نسمع عنها وكنا شهود عيان على ذلك مثل هبوط أول طائرة في
حضرموت كان بمنطقة ( باجلحبان ) وركب فيها أبو بكر بن شيخ آل الكاف دار
وأحول مدينة تريم لمدة عشر دقائق ثم أختير مطار الغرف بعناية نظر لطول
المدرج وقد عمل فية كثير من عمال الطرق لتعبيده وحفروا فيه بئر للماء إلا
أنها كانت غير صالحة للشرب ، وبنو مساكن للحراسة غربي المبناء وقد حدثني
أحد العاملين بشركة الطيران التي تسمى ( باسكو ) أو ( باعبيد )أن مكتب
الطيران بمدينة سيئون يوجد به جهاز أرسال ( برقيه ) تسمى ( مورس ) تخبرهم
بموعد وصول الطائرة فيتحرك العمال والكتبة والمفتشين في سيارة يملكها شخص
يسمى ( بكران ) ويحضر المستقبلون كل على سيارتة ولايوجد في المطار حتى شربة
ماء .
ومن الأساطير التي عرفتها عن هذا المطار أساطير مضحكة أحببت أن
أدونها أمانه للتاريخ وشاهد على ما كان يجري فالطائرة عند ماتكون في الجو
بعيدة لاتُرى يكون أحد عمال الشحن والتفريغ المسمى ( محفوظ مطينقا )رحمه
الله يضع أذنه في الأرض عندما يكون الموعد المحدد قد أقترب فيخبرهم أنها في
الجو وبعد ثوان تُرى بالعين المجرده ولايمكن يختل هذا الخبر من يوم لاخر
ثم يضع الناس أياديهم فوق أعينهم بحثا عنها فترتفع الاصوات وهو عمل راداري ،
أما حرس المطار فيها جنديان أحدهما يدعى ( بن راوس ) ويسكن في المطار
وأسرته وهو صاحب صوت جهوري يهابه الناس فلايقتربون من الطائرة حاملاً
بندقية ( الشرفه ) لابساً سروالاً الى الركبتين كما هو الحال في الجيش
الكثيري ، والثاني شخص يسمى ( عوض الجابري ) من حصن بن ضوبان ويسكن مع
أسرتة في المطار والرجل ولي من أولياء الله صادق في أقواله فقد قيل عنه أنه
كان في يوم من الايام يرضح النوى ( العجم ) للأغنام ففاجاْه القائد صالح
بن سلعان الجابري فذكر هذا المشهد قائلاً ( خزيت نفسي جاء القائد وانا ارضح
في المطار) أي انه لم يؤد التحية .
ويقال أن في مرة من المرات أحضر القائد
راتبة وعمداً حول العملة من ورقية الى عملة معدنيه فأصبحت صره كبيره
وسلمها القائد قائلاً هذه المشاهرة فرفضها لانه أستكبر المبلغ فأين أمثال
هذا الولي اليوم وقيل أنه ذهب يوم من الايام الى قيادة حصن الحوارث بمدينة
سيئون وهو حاملاً سلاحه فمر على ( دمى ) اشبه برجال يتدرب الجند على
التصويب اليها فوضع السلاح مخاطبا ( الدمية ) قائلاً : اترك عندك البندقية
،وسوف اعود بعد لحظه وعندما دخل القيادة سألوه عن سلاحه فقال لهم : أني
تركه عند البناء الذي يشبه الأنسان أمانه حتى يعود . رحم الله، هذه النماذج
البشرية الذين كانوا أولياء بسطا ء
وعندما تهبط الطائرة وعند المغادرة
تعلو الأتربة والغبار فلايرى الأنسان غيره من شدة الترب وقد كان المرحوم
كرامة سالم بايعشوت قد أفتتح مقصفا متواضعاً يبيع فيه الشاي وهذا في وقت
قريب ثم ظهرت سيارتان لنقل بعض المسافرين الذين لايوجد لهم مستقبلين
فالسائق الأول يسر بن عوض العامري والسائق الثاني علي بن هادي العامري فهما
الملاذ الأمن للمسافر الذي لامستقبلين له حيث ينقلونهم الى بيوتهم باجر
زهيد جداً ربما لا يزيد على عشرة شلن أن بعدت المسافة أما المسافرون من
الغرف القادمين عبر المطار فكانوا يذهبون الى بيوتهم مشيا على الاقدام
بصحبتهم ابناء القرية فرحين بمقدمهم فتزغرد النسوه عند أقترابهم الى بيوتهم
ويهب الناس لاستقبالهم وكثيراً ما كان الاطفال في قرية الغرف عند ما تمر
الطائرة وهي على علو منخفض يرفع بعض الأطفال عقيرته إذا كان ابوه مغتربا
قائلاً :- ياطائره هاتي أبويه
لقد كان الطيران بدائي الصناعه الا أن
حوادثه لاتذكر ومن الطائرات المستخدمة أنذاك ( طائرة الداكوتا ) ذات محركين
أما ذات اربع محركات فلا تهبط الا في المكلا ، ومرة أقترب الطيار من مبنى
المطار وأصاب جناح الطائرة الركن الشمالي وأحدث ضرراً طفيفا .